المؤتمر الشعبي العام وتحديات المرحلة !!! بقلم د/ ابو بكر القربي

اخباري نت. المؤتمر الشعبي العام وتحديات المرحلة !!!
بقلم د/ ابو بكر القربي
الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام
يسألني الكثيرون عن وضع المؤتمر و دوره المستقبلي و عن مآلات انقسامه و اهم من ذلك متى سيتعافى من الحالة التي يعيشها . و الحقيقة ان معافاة المؤتمر أصبحت الشغل الشاغل لدى الكثيرين سواء كانوا من بين ابناء الشعب اليمني الذين عرفوا المؤتمر و وثقوا به من قبل او الكثير ممن كانوا في الساحات ورأوا ما نتج عن ثورتهم من دمار وحتى بين خصومه الحزبيين الذي ادركوا ان المؤتمر رقم صعب وانه لن يتحقق حل للازمة الا بوجوده و الإستفادة من قياداته و خبرته في إنقاذ اليمن من هذا الدمار القائم . كما ان العديد من الدول إقليمياً و دولياً ادركت و ان كان بعد فوات الأوان كم تعقد الحل و تعمق الصراع نتيجة إقصاء قيادات المؤتمر من الدولة و من ادارتها و تسليمها الى احزاب و جماعات لم تفهم مفهوم الدولة و المواطنة المتساوية التي لا تمثل لهم سوى شعارات للوصول الى السلطة.
لذلك ونتيجة للفراغ الذي تركته قيادات المؤتمر في الدولة و الحاجة لإستعادة المؤتمر لموقعه السياسي و التنفيذي في الدولة تبذل اليوم جهوداً حثيثة لتوحيده الا انها للاسف تواجه صعوبات نتيجة اطراف تريد توحيد المؤتمر و لكن دون تمكينه من قراراه السياسي المستقل او نتيجة رغبتها لفرض قيادات عليه، الا ان هناك من يعمل جاداً على توحيد المؤتمر ليكون صاحب قراره و ليتحمل مسئوليته الوطنية لتحقيق السلام و بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة و لكنهم يواجهون معارضة ممن لا يريد للمؤتمر استعادة مكانته و دوره الحقيقي و من بين هؤلاء للأسف قيادات مؤتمرية.
في خضم هذه التجاذبات لم تبذل قيادات المؤتمر سواء في الداخل او الخارج على تحقيق اي درجة من التوافق و التفاهم عل توحيد القرار و اسلوب المشاركة في اتخاذه مع تقدير حدود التنسيق فيما بينهم نتيجة مواقعهم الجغرافية و تأثير اطراف الصراع عليهم . و بدلاً من الوصول الى هذا التوافق و خلق قيادة مشتركة تضع مصلحة اليمن أولاً و المؤتمر ثانياً تعمد البعض على رفض التعامل مع من كان له موقف مختلف عن موقفه بل و وجهوا لبعضهم تهماً مختلفه مما أوصد أبواب التواصل و التوافق، و قاد بعضهم الى التحضير لمشاريع عقد مؤتمرات لفرض قيادات جديدة و في تجاهل كامل للنظام الداخلي للمؤتمر غير مدركين بأن كل ما سيجنونه من اجل الوصول الى القيادة هو تقسيم المؤتمر و تعميق الخلافات فيه مما سيجعل من الصعب معالجتها كما سيؤدي الى فقدان المؤتمر لكوادره و شعبيته .
لكن المطمئن انه بالرغم من كل ماتعرض له المؤتمر فقداثبتت الأحداث منذ بداية الحرب و حتى بعد استشهاد الزعيم رحمه الله تماسك كوادر المؤتمر و قدرة قياداته رغم الضغوط التي يواجهونها سواء في الداخل او الخارج على منع التشظي او الحد منه و العمل على ابقاء باب الحوار مفتوحاً فيما بينهم للحفاظ على وحدة المؤتمر ، الا ان هذا وحده لا يكفي لاستعادة المؤتمر اليوم لدوره بينما هو يقف على مفترق طرق مما يستدعي توحيد قيادته لتحدد موقفه من الأحداث و دوره في عملية السلام و ان تقدم رؤيته للحل بشراكة كل مكوناته في الداخل و الخارج خاصة واننا اليوم نمتلك العديد من و سائل التواصل لتحقيق ذلك . كما أن علينا التصدي للأجندات الخاصة و المصالح الشخصية ومنعها من التأثير على القرار الوطني للمؤتمر او رغبتها في التنازل عن ثوابته وفي نفس الوقت أهمية التعامل بحكمة مع اطراف الصراع و تأكيد موقف المؤتمر المنحاز للسلام و الحل السياسي الشامل و العادل للجميع بعد ان اعترف الجميع بأنه لا بديل اليوم للحل السياسي بعد تهيئة الأرض لتحقيقه.