عربية ودولية

معضلة أفغانستان.. محلل يوضح “لهذا تدعم إيران طالبان”

سلط الانسحاب الأميركي من أفغانستان الذي أنجز بنسبة 16-25% وفق ما أعلنت واشنطن قبل أيام، الضوء على العديد من العقبات التي لا تزال جاثمة على صدر البلاد والحكومة المركزية، على الرغم من مرور نحو عقدين على التواجد الأميركي، ولعل من بين أهم تلك الأزمات وجود تنظيم القاعدة وعلاقته بحركة طالبان.

وللإضاءة على تلك المعضلة، أوضح المحلل السياسي الأفغاني هاشم وحدتيار في تصريح “للعربية.نت”، أن علاقة طالبان والقاعدة لا يمكن تجنبها، فهما شقيقان توأمان على حد تعبيره.

سلاح إيراني

أما عند سؤاله عن علاقة طالبان بإيران، فأوضح أن بعضاً من سلاح طالبان يأتي من إيران، مضيفا أن الأخيرة تزعم دعم الحركة لمحاربة داعش في أفغانستان، إلا أن قوات الأمن الأفغانية صادرت مؤخراً أسلحة إيرانية كانت بحوزتها واستخدمتها ضد الحكومة وليس داعش.

كما أردف بأن هذا يعزز الأدلة على أن دعم طهران لطالبان يأتي ضمن مروحة مجابهة القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

ومع ذلك، قال إن الدور الإيراني في دعم طالبان يمر بمرحلة انتقالية، فطهران تدعمها لمحاربة الولايات المتحدة، لكنها لا تريد عودتها إلى السلطة بل تستخدمها كورقة ضغط في المفاوضات مع الأميركيين لرفع العقوبات الاقتصادية عنها.

هل تتخلى طالبان عن القاعدة؟

وفيما يتعلق باحتمال تخلي طالبان عن القاعدة مقابل تقاسم السلطة مع الحكومة، قال إن “الحركة مترددة أصلا في تقاسم السلطة، فهي تعتقد أنها قادرة على الانقلاب على الحكومة الشرعية والاستيلاء على الحكم منفردة، بمجرد الانسحاب الأميركي الكامل، إلا أن تقديرها خاطئ”، بحسب تعبيره.

فقد أوضح أن تنفيذ انقلاب عسكري على الحكومة غير ممكن، فالعدد الإجمالي لعناصر طالبان يبلغ حوالي 60 ألف مقاتل، في حين لدى الحكومة الأفغانية حوالي 350 ألف جندي، منهم 40 ألفاً من القوات الخاصة المدربة تدريباً جيداً.

وقال وحدتيار إنه على قناعة أن الولايات المتحدة لن تنسحب بالكامل من أفغانستان بحلول سبتمبر 2021، وستبقي مجموعات مكافحة الإرهاب الصغيرة التي قد تستمر أيضاً في تدريب قوات الأمن الأفغانية.

القاعدة متغلغلة

كما أكد أن القاعدة لها وجود في أفغانستان حيث يتراوح عدد مقاتليها بين 200 إلى 500 ينتشرون في حوالي 11 مقاطعة، مستشهداً بتقرير صادر عن الأمم المتحدة.

وأضاف أن التنظيم خسر في أكتوبر الماضي قائده الإعلامي أبو محسن المصري في محافظة غزنة، كما قتل نائب التنظيم محمد حنيف في محافظة فراه، مشيراً أن ذلك يؤكد وجود التنظيم بالإضافة إلى إقرار قادة طالبان بذلك.

إلى ذلك بيّن أن الأمر لا يتعلق بعودة القاعدة إلى أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي بل باستمرارية وجودها الذي رجح استمراره، معتبرا أنه “سيكون عميقاً”.

قواعد دائمة

وعند سؤاله عن التقارير التي تفيد باحتمال مقتل أيمن الظواهري وتأثير ذلك على مستقبل التنظيم، قال المحلل الأفغاني إن “مقتله في حال كان صحيحاً لن يؤثر على عمليات التنظيم الإرهابية”، مشيراً إلى أنه سيواصل القتال ويوسع أنشطته.

كما أوضح أن “الأمر لا يتعلق بشخص الظواهري بل بالإيديولوجية التي يدعمونها، فهم لا يهتمون لعدد قتلاهم فجل اهتمامهم ينصب على مواصلة القتال طالما أنهم يحافظون على زخمهم”.

بيئة مناسبة للجماعات المتطرفة

في موازاة ذلك، قال وحدتيار إن الانسحاب الأميركي سيخلق بيئة مناسبة للجماعات المتطرفة التي تبحث عن قواعد دائمة لها، لافتاً إلى أن الانسحاب سيرسخ الشراكة بين القاعدة وتلك الجماعات.

كما أضاف أن التنظيمات المتطرفة ستستخدم الأراضي الأفغانية في جمع التبرعات وتجنيد المقاتلين والتدريب والإيفاد إلى دول أخرى، بما في ذلك الصين وميانمار.

يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن الشهر الماضي سحب جميع قوات بلاده بحلول 11 سبتمبر، والذي يتراوح عديدها بين 2500 إلى 3500 جندي، إضافة إلى نحو 7 آلاف من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى